القذف المؤلم: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج الفعالة

القذف المؤلم هو عارض مزعج يشعر به بعض المرضى الرجال خصوصا في منطقة العجان الممتدة ما بين فتحة الشرج وحتى الأعضاء التناسلية، وقد يشعر البعض بألم أو حرقة خلال عملية القذف أو بعدها. هذه الحالة يمكن أن تتراوح شدتها من ألم خفيف إلى حاد، وقد تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل الألم في منطقة العجان أو انزعاج في منطقة الخصيتين. تتنوع أسباب هذه المشكلة، فقد تكون مرتبطة بأمراض مثل التهاب البروستاتا، أو نتيجة عوامل نفسية كالقلق والتوتر. 

سنتعرف في هذا المقال على أبرز أسباب هذه الحالة والأعراض التي تترافق معها وأيضا طرق علاجها.

أعراض القذف المؤلم

تختلف أعراض القذف المؤلم بين مريض لآخر، وهي أيضا تتغير مع مرور الوقت، فهي أحيانا تظهر فقط خلال العلاقة الحميمة مع الزوجة، بينما عند مرضى آخرين تظهر هذه المشكلة في أوقات أخرى أيضا، ومن أهم الأعراض التي تظهر على المريض:

• الشعور بحرقة عند القذف
• ألم خلال عملية القذف أو بعده مباشرة.
• ألم ضمن المنطقة المحيطة بمنطقة القضيب أو المثانة أو حتى الشرج.
• ألم خلال عملية التبول وخصوصا عند التبول لأول مرة بصورة مباشرة بعد عملية الجماع.
• يستمر الألم الحاد أو المتوسط لمدة بضع دقائق فقط، وفي حالات نادرة قد يستمر لمدة 24 ساعة متتالية بعد القذف.

 أسباب القذف المؤلم (عسر النشوة)

هناك العديد من الاضطرابات الصحية التي تترافق مع مشكلة الألم عند القذف، وفي غالبية الحالات تكون هذه المشكلة تأثير جانبي لمرض ما وتزول بمجرد علاج المرض، ومن أهم الأسباب نذكر مما يلي:

• أمراض البروستاتا: 

إن أمراض ومشاكل البروستاتا تعد من أشيع أسباب الألم عند القذف ومن الممكن أن يصاب الرجال بهذه الحالة بسبب ما يلي:

• تضرر معين أصاب منطقة الأعصاب خصوصا لدى مرضى السكري.
• إصابة المريض بعدوى معينة ضمن البروستاتا.
• التهاب المسالك البولية الذي يلحق الضرر لدرجة كبيرة بالبروستاتا.
• تضخم البروستاتا الحميد الذي يؤثر على القذف وعلى التبول أيضا.
• إجراء جراحة سابقة للبروستاتا أو في منطقة الحوض.
• تناول أدوية معينة: 

من الممكن أن تسبب بعض الأدوية حدوث ألم عند القذف، مثل مضادات الاكتئاب والأدوية النفسية فهي تسبب سلسلة متتالية من المشاكل الصحية الجنسية مثل انخفاض الرغبة الجنسية وألم القذف بالإضافة لضعف الانتصاب.

·     معاناة المريض من المشاكل النفسية: إن المشاكل النفسية والزوجية تسبب تغيرات كبيرة في الحياة الجنسية وأهم هذه المشاكل نذكر الاكتئاب والقلق والتوتر.

بمرور الوقت تتحول كل هذه الاضطرابات الموجودة في العلاقة ما بين الزوجين إلى مشاكل جسدية تظهر على شكل ألم عند القذف، وغالبا ما يشعر المريض بهذا الألم عند الجماع مع شريكته فقط ولا يظهر نهائيا عند ممارسة العادة السرية.

• مشاكل ضمن الحويصلات المنوية: 

تختلط الحيوانات المنوية مع مجموعة كبيرة من السوائل ليتكون المني ضمن الحويصلات المنوية، وهذا يسبب مشاكل معينة ضمن الغدد مثل الشعور بألم عند القذف.

• عمليات جراحية سابقة ضمن منطقة الحوض: 

من الممكن أن تسبب الإجراءات الجراحية ضمن الأعضاء التناسلية أو في المناطق الحساسة عموما بإلحاق الضرر بغدة البروستاتا لدى الرجل، وهذا قد يسبب الشعور بألم مزعج جدا خلال عملية القذف.

•  الأمراض المنقولة جنسيا: 

إن الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا مثل داء المشعرات أو الكلاميديا يسبب الشعور بألم مبرح عند القذف، وهذا غالبا يترافق مع الإحساس بالحرقة عند التبول أو القذف وأحيانا في كلا الحالتين.

• مشاكل ضمن الجهاز العصبي: 

هناك بعض الأمراض والاضطرابات الصحية التي تؤثر على الجهاز العصبي مثل داء السكري، حيث أن الأعصاب

تتضرر بصورة شديدة وهي المسؤولة عن عملية القذف والوصول للرعشة الجنسية.

•  تسمم المريض بالزئبق: 

الرابط بين التسمم بالزئبق ومشكلة الألم عند القذف غير مؤكدة حتى الآن، ولكن هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن تسمم الزئبق الناتج عن الأسماك الملوثة قد يسبب ألم حاد عند القذف.

التهاب البروستاتا والقذف المؤلم

إن التهاب البروستاتا هو عبارة عن حالة صحية شائعة تؤثر على الكثير من الرجال، وتعتبر من الأسباب الرئيسية للإصابة بالقذف المؤلم كما سبق وذكرنا، حيث قد تنتج هذه الحالة عن عدوى بكتيرية أو التهاب مزمن يعاني منه المريض، وتكون النتيجة تورم وألم واضح في المنطقة مع تأثر سلبي للوظيفة الجنسية لدى المريض.

يتساءل المرضى دائما عند العلاقة ما بين التهاب البروستاتا والقذف المؤلم، حيث أن الإصابة بهذه الحالة غالبا ما تترافق مع ألم خلال القذف أو بعده والذي من الممكن أن يكون متوسط إلى شديد.

هناك أعراض أخرى تظهر مثل الألم عند التبول وضمن المنطقة المحيطة بالخصيتين، حيث أن هذا الالتهاب يؤثر بصورة مباشرة على الأعصاب والأنسجة المحيطة وبالتالي يسبب الشعور بالألم عند القذف.

وفق الدراسات التي تم إجرائها على مرضى التهاب البروستاتا، فإن 75% من هؤلاء المرضى وخصوصا مرضى التهاب البروستاتا المزمن أو متلازمة الألم الحوضي سبق لهم أن واجهوا مشاكل جنسية مثل القذف المؤلم، ولا ننسى أن هذه الحالة قد تكون مرتبطة بمشاكل نفسية عديدة مثل الاكتئاب والقلق وبالتالي تزداد حدة الأعراض بصورة واضحة.

من الأسباب التي تجعل هذا الالتهاب مرتبط مع المعاناة من الألم عند القذف لدى الرجال كل من الأسباب التالية:

• العدوى البكتيرية: إن الإصابة بعدوى ما غالبا ما تؤدي لتورم وألم في غدة البروستاتا.
• الأعصاب المتضررة: هناك بعض الأمراض والإصابات التي تؤدي لتلف الأعصاب المسؤولة عن الإحساس في منطقة الحوض، مثل السكري.
• التوتر النفسي: من الممكن أن تسبب الضغوط النفسية والعاطفية في تفاقم الأعراض وبالتالي يصبح الألم أكثر وضوحا بعد القذف.
• تضخم البروستاتا الحميد: هذه الحالة تؤثر أيضا على القذف بصورة مباشرة.

 علاج الالم عند القذف

عند المعاناة من هذه المشكلة يجب التوجه للطبيب بشكل فوري للخضوع لفحص كامل، حيث أن أسلوب العلاج يعتمد بشكل فوري على سبب المشكلة، وغالبا ما يتضمن العلاج كل مما يلي:

• المضادات الحيوية حيث يجب البدء بتناول المضادات الحيوية لعلاج أي التهاب بكتيري موجود وخصوصا في حالة التهاب البروستاتا أو الأمراض المنقولة جنسيا.
• استخدام أدوية تخفف مشكلة الألم عند القذف بعد استشارة الطبيب المختص.
• الخضوع لجراحة تحل مشاكل البروستاتا المختلفة، مثل حالة سرطان البروستاتا.
• الخضوع للعلاج النفسي للتخلص من التوتر والقلق بالإضافة لتغيير أسلوب الحياة اليومي.

مع الأسف يكون تضرر الأعصاب من المشاكل التي لا يمكن عكس تأثيرها بصورة كاملة ولكن الحصول على علاج ملائم ومناسب سوف يمنع أي ضرر تالي من الممكن أن يحصل وأيضا سيوقف تطور الحالة نحو الأسوأ. في الحالات المستعصية التي تفشل فيها كل العلاجات السابقة التي ذكرناها، يتم اللجوء للأساليب التالية:

• ممارسة تمارين رياضية معينة بهدف تقوية عضلات الحوض وتحسين عملية القذف.
• تناول أدوية مسكنة للألم.
• تناول أدوية تعمل على استرخاء العضلات.

 في النهاية، يجب على الرجال الذين يعانون من أعراض مثل القذف المؤلم استشارة طبيب مختص بشكل فوري لتحديد السبب الدقيق وراء هذه الحالة والحصول على العلاج المناسب.

العلاج كما سبق وذكرنا قد يشمل استخدام المضادات الحيوية إذا كانت العدوى هي السبب، أو علاجات أخرى مثل الأدوية المضادة للالتهابات أو العلاج النفسي لدعم الصحة النفسية ومحاولة تغيير نمط الحياة اليومي بهدف تخفيف التوتر الذي يعاني منه المريض.