ادوية الاكتئاب والجنس: الآثار الجانبية الجنسية لمضادات الاكتئاب

ادوية الاكتئاب والجنس: الآثار الجانبية الجنسية لمضادات الاكتئاب https://dr-hamdan.com/wp-content/themes/movedo/images/empty/thumbnail.jpg 150 150 د. حمدان د. حمدان https://dr-hamdan.com/wp-content/themes/movedo/images/empty/thumbnail.jpg

بالنسبة للكثيرين، فإن تناول مضادات الاكتئاب يعني مواجهة بعض أشكال الخلل الوظيفي الجنسي. ولا يزال الخبراء يبحثون عن الاثار الجانبية لمضادات الاكتئاب على العملية الجنسية التي قد تسببها مضادات الاكتئاب لمعرفة سبب حدوثها وكيفية الوقاية منها.

قد يكون هناك بعض مضادات الاكتئاب التي تسبب آثارًا جانبية جنسية أقل ، وهناك أيضًا خطىً حثيثة لإيجاد طرق واعدة للتعامل مع -أو منع- هذه الآثار.

الاثار الجانبية لمضادات الاكتئاب في الرجال والنساء

تختلف الآثار الجانبية الجنسية من تناول مضادات الاكتئاب من شخص لآخر وقطعاً ستكون مختلفة بين الرجال عن النساء.

يمكن أن يسبب تناول الأدوية المضادة للاكتئاب مجموعة واسعة من الآثار الجانبية. فعلى سبيل المثال تم رصد مشاكل الجهاز الهضمي إلى القلق، الخمول والمشاكل النفسية من قبل الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب.

وبرغم ذلك فحتى وقت قريب، لم تتم مناقشة الآثار الجانبية الجنسية الناتجة عن مضادات الاكتئاب مع المرضى قبل وصف الأدوية.

لكن مؤخراً تم تسليط الضوء على أعراض العجز الجنسي الناجم عن تناول مضادات الاكتئاب في دراسة حديثة نُشرت عن الأدوية والرعاية الصحية وسلامة المرضى.

وتتنوع الأعراض التي يتم الإبلاغ عنها بصورة متكررة ما بين:

• فقدان الإحساس.

• انخفاض الرغبة الجنسية تجاه الشريك.

• فقدان الشغف تجاه العملية الجنسية بثقة عامة.

• تقلص أو تأخر الوصول للنشوة الجنسية.

• الإثارة الجنسية المستمرة أو الزائدة عن الطبيعي.

وكما أسلفنا فيمكن أن تتغير هذه الأعراض من شخص لآخر؛ هناك أيضًا أعراض الخاصة بالرجال وأخرى بالنساء.

فعند الرجال قد تحدث أعراض أكثر تحديداً مثل صعوبة الحصول على الانتصاب أوالحفاظ عليه، أو الانتصاب المستمر والمؤلم كما قد يمتد أيضًا للقذف المتأخر أو المؤلم.

من جهة أخرى فالأعراض الجنسية الناجمة عن مضادات الاكتئاب لدى النساء تشمل مشاكل في الإرضاع -الذي لا يرجع إلى الحمل أو الإرضاع الطبيعي-، والتنميل “الخدر” في المهبل والحلمات.

أن تؤثر أعراض العجز الجنسي على نوعية حياة الشخص وقد يؤثر ذلك على العلاقات مما قد يضعف من احترام الذات أو الصورة الذهنية للشخص عن نفسه، الأمرالذي يدفع بعض الأشخاص إلى التوقف عن تناول الأدوية الخاصة بهم من أجل التخفيف من الأعراض.

وعلى صعيد آخر فإن التوقف عن تناول الدواء فجأة يمكن أن يؤدي بالشخص إلى أعراض انسحاب لذلك لا ينصح بذلك. لذلك النصيحة المثلى التي تُقدم للأشخاص الذين يعانون من آثار جانبية جنسية هي تجربة بعض الأساليب لإدارتها والتغلب عليها بدلاً من إيقاف الدواء.

اقرأ أيضا: تأثير القهوة على العلاقة الحميمة

لماذا تحدث الاثار الجانبية لمضادات الاكتئاب

ربما تسبب مضادات الاكتئاب آثارًا جانبية جنسية ولكن دعنا لاننسى أن الاكتئاب بحد ذاته قد يؤثر أيضًا على الدافع الجنسي والإستثارة.

لذلك فإن السبب في عدم الفهم التام لطبيعة وآلية الآثار الجانبية الجنسية لمضادات الاكتئاب يتمثل في صعوبة تحديد ما إذا كانت هذه الأعراض سببها الاضطرابات أم الأدوية التي تؤخذ لعلاجها!

على افتراض آخر قد تكون الآثار الجانبية ناجمة أيضًا عن حقيقة أن كل دواء يعمل بطريقة مختلفة قليلاً في الجسم.

على سبيل المثال تعمل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI) – نوع من مضادات الإكتئاب- على زيادة كمية السيروتونين المنتشرة في المخ.

والسيروتونين هو مادة كيميائية تُفرز في المخ وتساعد على تقليل الشعور بالاكتئاب والقلق، ولكن الكثير من السيروتونين قد يكبح الرغبة الجنسية للشخص ويجعل من الصعب الاستمتاع بالتجربة الجنسية.

نظرية ثالثة وهي أنه مع زيادة السيروتونين تنخفض مستويات الدوبامين.

ومنشأ هذه النظرية أن الدوبامين كمادة كيميائية يجب تواجدها بنسبة معينة في الجسم حتى تقوم بتحفيز نشاط الجسم، ومع انخفاض نسبة الدوبامين في الجسم يواجه الشخص صعوبة في الشعور بالإثارة الجنسية التي هي من ضمن النشاطات الفيزيائية.

اقرأ أيضا: ارتفاع الكوليسترول والضعف الجنسي

دكتور محمد حمدان

أخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية والعقم وأمراض الذكورة

أي الأدوية لها آثار جانبية أقل على الجنس؟

كل دواء مضاد للاكتئاب يعمل بشكل مختلف في الجسم؛ وجميع أنواع مضادات الاكتئاب الرئيسية المعروفة تم ربطها بآثار جانبية جنسية، سنتناول بعضها .

1-مثبطات امتصاص السيروتونين

“Selective Serotonin Reuptake Inhibitors (SSRIs)”

في حين أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من اختلالات في الوظائف الجنسية عند تناول جميع أنواع مضادات الاكتئاب، إلا أنه وبشكل خاص يتم الإبلاغ عن تلك الأعراض بشكل شائع مع “SSRIs” والتي تشمل الأسماء التجارية Zoloft و Prozac و Paxil وغيرها.

ويشير تقرير في مجال الأدوية والرعاية الصحية وسلامة المرضى إلى أن ما بين 58 إلى 70 في المائة من الأشخاص الذين يتناولون “SSRIs” يعانون من آثار جانبية جنسية.

2-مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات

“Tricyclic Antidepressants (TCAs)”

مثل الأميتريبتيلين “Amitriptyline” قد يكون خيارًا أفضل لكثير من المرضى. تم رصد آثار جانبية جنسية منه في ما يقدر بنحو 7.7 إلى 10 في المئة من المستخدمين المصابين بالاكتئاب.

لذا فمن الواضح أن “TCAs” هي خيار أفضل بكثير من “SSRIs” للأشخاص الذين يعانون من اختلالات في الوظائف الجنسية بسبب العقاقير المضادة للاكتئاب.

3-حاصرات ” Blockers2HT-5″

وفقًا للتقرير الصادر عن جريدة “Dovepress” -وهي جريدة بريطانية مهتمة بالأبحاث الصحية والدوائية وسلامة استخدامها- فإن الأشخاص الذين تناولوا مضادات الاكتئاب من نوع “HT2-5” المكتشفة حديثاً عانوا من أعراض ضعف جنسي أقل من أولئك الذين تناولوا “SSRIs”.

على سبيل المثال 8% من الأشخاص الذين تناولوا دواء النيفازودون “Nefazodone” قد عانوا من آثار جانبية جنسية، في حين أن عقار ميرتازابين “Mirtazapine” أدى إلى آثار جانبية جنسية في 24% من حالاته؛ هذه الأرقام هي أقل بكثير من تلك المرصودة مع “SSRIs”.

ولكن انتبه!! فإن كنت من الأشخاص المهتمين بالتبديل بين الأدوية فعليك أولاً التحدث إلى طبيبك للحصول على التفاصيل الكاملة.

4-مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين

“(MAOIs) Mono Amine Oxidase Inhibitors”

نشرت مجلة “جنوب أفريقيا لصحة الأسرة” تقريراً ارتبطت فيه بعض أدوية “MAOIs” مع الآثار الجانبية الجنسية. وتعتمد النسب على نوع “MAOI” المستخدم؛ على سبيل المثال ارتبط عقار الفينيلزين”Phenelzine” بمشاكل جنسية في 40٪ من الحالات.

5-المثبط العكسي أو أوكسيديز أحادي الأمَين

” Reversible Inhibitor Monoamine oxidase (RIMA) “

عند النظر في تفادي الآثار الجانبية الجنسية أثناء تناول مضادات الاكتئاب نجد أن العديد من المستخدمين يلجأون إلى عقار ” RIMA Moclobemide”.

وتشمل علاماتها التجارية Aurorix ، Amira، وغيرها.

حيث يبدو أن معدل الإصابة بكثير من الآثار الجانبية الجنسية أقل بكثير مع استخدام موكلوبميد ؛ لأن نسبة 4% فقط من مستخدميه أعربوا عن حدوث آثار جانبية جنسية أثناء تناوله. تجدر الإشارة إلى أن هذا الدواء شائع في أستراليا وفنلندا، ولكن لم تتم الموافقة عليه للاستخدام في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضا: كيف يتعامل مريض القلب في حياته الجنسية؟

التعامل مع الآثار الجانبية الجنسية لمضادات الاكتئاب

ليس من الضروري أن يكون الاختلال الجنسي من الآثار الجانبية الدائمة لتناول مضادات الاكتئاب؛ في بعض الحالات يعاني المرضى من هذه الأعراض في غضون الأسابيع أو الأشهر القليلة الأولى من أخذ الوصفة الطبية،

ومن ثم تصبح الأعراض أقل حدة.

قد يجد الكثير من الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب نجاحًا من خلال التعامل مع آثاره الجنسية بطريق واحد أو أكثرمن الطرق الآتية:

  •  تبديل الدواء

    إذا كانت الآثار الجانبية الناجمة عن مضادات الاكتئاب شديدة أو مستمرة لفترة طويلة، فمن الممكن تبديل الأدوية لتجربة نتائج دواء آخر.

من خلال التنسيق مع طبيبك، ستتوقف تدريجياً عن دوائك الحالي وتنتقل إلى دواء جديد، بعد فترة تجريبية مناسبة.

و قد يقوم الطبيب بتقييمك لمعرفة ما إذا كان يجب تغيير جرعة الدواء أم لا.

  • خفض الجرعة

    قد تؤثر جرعة الدواء أيضًا على الآثار الجانبية الجنسية التي يتعرض لها المريض.

    لذلك إذا شعرت أن جرعتك اليومية عالية جدًا، فيمكن أن يقوم الطبيب بتقييمها وتعديلها.

حيث سيبدأ الطبيب بوضعك على جرعات أقل من الدواء. يقوم بعدها بمراقبة تقدمك لتحديد أقل جرعة من الدواء يمكن أن تأخذها لتكون فعالة؛ يجب معرفة أن الجرعة شيء فردي للغاية وتختلف من شخص لآخر ويجب عدم ضبطها دون توجيهات من الطبيب.

  •  التغييرات الشخصية

المداعبة الجنسية قد تساعد على تحفيز الجسم والعقل والسماح بالإثارة الطبيعية.

هناك أيضًا طرق لرفع الرغبة الجنسية دون ضبط الأدوية.

فالواقع يقول أنه بالنسبة لكثير من الناس فالرغبة في ممارسة الجنس هي الأكثر تأثراً بالأدوية المضادة للاكتئاب وليس القدرة الجسدية؛ فقد يكونون قادرين جسديًا لكنهم يفتقرون إلى الإرادة اللازمة للبدء.

في هذه الحالات يُفضل ترك الجسم على سجيته لتجربة والوصول إلى الحركات التي عادة ما تجعل الشخص يشعر بالإثارة الجنسية؛ فالانخراط في المداعبة يمكن أن يحفز الجسم وكذك يؤثر على العقل لزيادة الرغبة الجنسية بشكل طبيعي.

قد يوصي الأطباء أيضًا أن يقوم الأشخاص الذين يتناولون الأدوية على أساس يومي بممارسة النشاط الجنسي قبل تناول الدواء.

في بعض الحالات قد تساعد إضافة دواء منشط جنسي في تحسين الرغبة الجنسية.

وكما نكرر دائمًا يجب عليك مناقشة هذه الخيارات مع الطبيب.

نظرًا لأن مضادات الاكتئاب قد تقلل أيضًا من كمية الدوبامين في الجسم، فمن المهم للأشخاص الذين يتناولونها زيادة مستوياتهم الطبيعية من الدوبامين.

هذا الأمر يمكن تنفيذه ببساطة عن طريق فترات من التمارين والراحة ، مع تقليل مستويات التوتر التي تتعرض لها أيضًا.

اقرأ أيضا: ممارسة الرياضة والصحة الجنسية

في نهاية الأمر معلوم أن العديد من مضادات الاكتئاب في السوق ترتبط بالآثار الجانبية الجنسية. وتختلف الأعراض من شخص لآخر، ولكنها يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياة الفرد.

يتطلب التعامل هذه الآثار الجانبية مزيجًا من تغييرات نمط الحياة وأدوية مختلفة وتصحيحات للجرعة من خلال التنسيق المباشر مع الطبيب المختص للقضاء على الآثار الجانبية الجنسية الناتجة عن مضادات الاكتئاب.

شاهد الضعف الجنسي واسبابه ( الدكتور محمد حمدان ) – YouTube

اقرأ أيضا: كيف يؤثر الوزن الزائد على الصحة الجنسية؟

Vintage photo created by jcomp – www.freepik.com

دكتور محمد حمدان

أخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية والعقم وأمراض الذكورة

دكتور حمدان المؤلف

د. محمد حمدان أخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية والعقم وأمراض الذكورة. حاصل على البورد العربي والمعادلة الأمريكية ECFMG، وهو عضو في جمعية المسالك الأردنية، ورابطة المسالك العربية، وجمعية الذكورة والعقم الأمريكية. قام بزراعة أكبر عدد من الدعامات في الأعوام 2017، 2018، 2019، 2020، 2021 على التوالي في الأردن، وهو من أكثر الأطباء زراعةً لدعامات الانتصاب في الشرق الأوسط لعام 2019 وبنسبة نجاح وصلت ل ٩٩٪؜ وضمان مدى الحياة؛ مما جعله خبير ومدرّب معتمد في الشرق الأوسط من قبل شركة كولوبلاست وشركة ريجيكون لزراعة الدعامات الذكرية.

تابعنا

د. محمد حمدان

واحد من أكثر ثلاثة أطباء زراعةً للدعامات الذكرية على مستوى العالم