العضو الذكري المدفون عند الأطفال

العضو الذكري المدفون عند الأطفال هي حالة يكون فيها القضيب مدفون ضمن طبقات الجلد الموجودة في المنطقة التناسلية بسبب عيب أو تشوه في عملية النمو، ويكون لهذه الحالة مضاعفات جسدية ونفسية على صحة الأطفال، لذلك من الضروري علاجها بأقرب وقت، لذلك سنتعرف على هذه الحالة ضمن هذا المقال بصورة موسعة وسنناقش أهم أسبابها.

شكل العضو المدفون عند الرضع

كيف أعرف أن عضو طفلي مدفون؟، يسأل الأمهات والآباء هذا السؤال عند وجود شكوك لديهم تخص منطقة العضو الذكري لدى طفلهم، وفي البداية يجب أن نعرف هذه الحالة لنتمكن من فهمها بصورة صحيحة.

القضيب المدفون عند الأطفال أو حالة القضيب المدفون هي حالة يظهر فيها القضيب مدفون بسبب وجود أنسجة دهنية مفرطة متشكلة في المنطقة التناسلية، وهو عبارة عن عيب خلقي أو مكتسب ويختلف في درجة الظهور من حالة لأخرى ولكنه غالبا ما يكون ذو حجم أقل وضوحا.

من الممكن أن يكون القضيب المدفون موجود منذ لحظة الولادة، ولكنه قد يظهر في أي عمر وذلك يتضمن سن البلوغ، وعموما يستطيع الأطباء تشخيص هذه الحالة بوضوح في عمر مبكر للطفل، وهذه الحالة تكون مختلفة تماما عن حالة الميكروبينس وهو القضيب الصغير بصورة غير طبيعية.

لا تعني حالة العضو الذكري المدفون عند الأطفال حجم صغير للقضيب، بل من الممكن أن يكون الحجم طبيعي تماما لكنه مدفون ضمن الأنسجة المحيطة بكيس الصفن والعانة، أو محبوس في الجلد بعد ختان الأطفال.

أسباب العضو المدفون عند الأطفال

هناك أسباب عديدة وراء حالة العضو المدفون عند الرضع حيث أنها قد تكون خلقية أو مكتسبة، وأهمها التطور الغير طبيعي في طبقات الجلد وسماكة الدهون المحيطة بالعضو الذكري.

من الممكن أن يكون أيضا العضو الذكري المدفون عند الأطفال ناتج عن عملية الختان، حيث أن دفن العضو بعد الختان هو حالة شائعة.

من أهم المشاكل الأخرى التي قد تؤدي لهذه الحالة نذكر ما يلي:

·      أربطة منطقة القضيب فضفاضة للغاية.

·      وجود سماكة جلدية ملتصقة بطرف القضيب.

·      وسادة دهنية كبيرة موجودة لتغطي منطقة العانة وبالتالي يدفن القضيب.

·      السبب الأشيع هو تراكم الالتهابات والدهون والعدوى.

·      السمنة والوزن الزائد.

·      إصابة المريض بالحكة الندبية.

·      المعاناة مع مرض التهاب الأمعاء الدهني.

·      وجود وذمة لمفاوية قضيبية.

·      إجراءات جراحية غير ناجحة مثل الختان.

يستطيع الطبيب بسهولة كبيرة أن يشخص مشكلة القضيب المدفون من خلال فحص بصري دقيق وفحص بدني شامل، وبعدها يتم اختيار طريقة العلاج المناسبة.

علاج العضو الدفون عند الرضع

كما سبق وذكرنا سابقا فإن حالة العضو الذكري المدفون عند الأطفال هو حالة يكون فيها القضيب ذو الحجم الطبيعي مدفون بشكل جزئي أو كامل ضمن كيس الصفن أو الأنسجة الدهنية والجلدية الزائدة في منطقة العانة.

قد تكون هذه المشكلة خلقية أو تطورية، لذلك فإن اختيار طريقة العلاج الملائمة تعتمد على عدة عوامل أهمها الصحة العامة للمريض.

في حالة الأطفال الصغار جدا فإن الحالات البسيطة والخفيفة تشفى بشكل تلقائي بدون أي تدخل طبي، حيث أنه مع نمو الطفل الرضيع وتقدمه في السن فإن الوسادة الدهنية تختفي ويصبح القضيب أكثر بروزا، أما عند الأفراد الأكبر في السن يمكن اللجوء لتقنيات غير جراحية مثل تخفيف الوزن.

على الرغم من كل مما سبق فإن الجراحة تكون غالبا ضرورية لكي يحصل المريض على أفضل النتائج الشكلية، ويفضل أن تجرى في عمر صغير لأنها تتضمن مضاعفات كبيرة مع التقدم في السن.

هناك حالات من الصعب علاجها جدا سواء كان المريض طفلا أم بالغا، وذلك متوقف على السبب الكامن وراء هذه الحالة، ومن الطبيعي جدا أن يجد المريض أن المشكلة قد حلت من تلقاء نفسها بمرور الوقت وخصوصا عند الأطفال والرضع، ولكن في كل الأحوال ينصح بزيارة الطبيب لتشخيص الحالة بشكل دقيق وأخذ الإجراءات والتدابير اللازمة.

في حال لم تحل مشكلة العضو الذكري المدفون عند الأطفال بصورة تلقائية بمرور الوقت، أو لم تنفع التقنيات الغير جراحية في حل هذه المشكلة عند البالغين فهنا يجب اللجوء للجراحة التي تشمل أنواع عديدة مثل:

·      جراحة إزالة نسج الندبات القديمة.

·      فصل الرباط الذي يربط قاعدة القضيب بالعظم الحوضي المحيط به.

·      شفط الدهون الزائدة الموجودة في المنطقة عبر أنابيب الشفط الجراحية.

·      إزالة كامل الوسادة الدهنية المتوضعة فوق منطقة العانة.

·      إزالة البطن والجلد الزائد الذي يتدلى فوق الأعضاء التناسلية والفخذين.

·      زراعة الجلد لتغطية المناطق المتشوهة من القضيب والتي تحتاج لجلد زائد.

·      إصلاح العضو الذكري المدفون من خلال تثبيت الخياطة بشكل داخلي إلى قاعدة القضيب.

المضاعفات المتعلقة بالعضو المدفون عند الأطفال

مشكلة العضو الذكري المدفون عند الأطفال تأتي مع مشاكل نفسية أو جسدية أخرى في أغلب الأحيان، فعلى سبيل المثال لا يكون الطفل قادر على التبول بدون تساقط قطرات من البول على الفخذين وجلد الصفن، ومن المضاعفات الأخرى نذكر:

·      يعاني المريض من عدوى في المسالك البولية والمنطقة التناسلية عموما بسبب كون الجلد رطب بصورة مستمرة.

·      عند الرجال الغير مختونين يصبح الجلد المغطي لرأس القضيب ملتهب.

·      لا يكون المريض قادر على تحقيق انتصاب جيد، وفي حال استطاع تحقيقه فإنه يكون مؤلم جدا.

·      غالبا ما تتواجد مشاكل نفسية مرتبطة بحالة العضو الذكري المدفون، حيث يعاني المريض من انخفاض في تقدير الذات ونوبات من الاكتئاب والرغبة بالعزلة والابتعاد عن الناس.

جراحة العضو الذكري المدفون عند الأطفال

يتم إجراء جراحة علاجية في حال فشلت كل الحلول الغير جراحية لحل مشكلة العضو الذكري المدفون عند الأطفال، وهي تتم عبر الخطوات التالية:

1.   إجراء شق جراحي على الجلد الموجود في المنطقة أسفل رأس القضيب.

2.   يجرد جلد القضيب بشكل كامل ما بين طبقة الصفن وطبقة لفافة بوك، وهذه المرحلة تكون حساسة ودقيقة لتجنب أذية الأعصاب والأوعية الدموية.

3.   يزيل الجراح كل الأنسجة الضعيفة التي تطورت بصورة غير صحيحة.

4.   يتم تصحيح طبقات القضيب وإعادة تشكيله بصورة طبيعية.

5.   يثبت السمحاق (وهو عبارة عن الغشاء الموجود مباشرة فوق العظم) بواسطة غرز خاصة.

6.   ينشأ رباط تعليق خاص كبديل عن رباط تعليق القضيب الذي لم يتطور خلقيا.

7.   من الممكن أن يأخذ الطبيب من الأنسجة الدهنية الزائدة الموجودة في منطقة العانة إذا تطلب الأمر ذلك.

في حال كان سبب حالة القضيب المدفون هو إجراء قطع مفرط للقلفة فمن المهم أن تجرى الجراحة من قبل طبيب مسالك بولية مختص وذوي خبرة كبيرة، لأنه سيكون هناك نقص كبير في كمية الأنسجة المطلوبة لعملية لف القضيب.

بعد الشفاء التام من العمل الجراحي لن يبقى أي أثر لشق جراحي بصرف النظر عن ندبة الختان السابقة، ويتصحح الشكل الخارجي ويعود القضيب لحجمه الطبيعي.

هكذا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال الذي كان بعنوان العضو الذكري المدفون عند الأطفال، وفيه تحدثنا عن أهم أسباب هذه المشكلة، وطرق علاجها سواء جراحيا أم غير جراحيا، نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة للقارئ العزيز.