التهاب البروستاتا: الأنواع، الأعراض، وخيارات العلاج الفعالة
التهاب البروستاتا: الأنواع، الأعراض، وخيارات العلاج الفعالة https://dr-hamdan.com/wp-content/uploads/2024/11/التهاب-البروستاتا-الأنواع،-الأعراض،-وخيارات-العلاج-الفعالة.webp 1200 642 د. حمدان https://dr-hamdan.com/wp-content/uploads/2024/11/التهاب-البروستاتا-الأنواع،-الأعراض،-وخيارات-العلاج-الفعالة.webpالتهاب البروستاتا من الحالات الطبية الشائعة التي تؤثر على الرجال بمختلف أعمارهم، يحدث فيها التهاب ضمن غدة البروستاتا الموجودة ما بين المثانة والقضيب، والمسؤولة عن إفراز السائل المنوي. مسببة مجموعة من الأعراض التي قد تؤثر على جودة الحياة اليومية. تتنوع الأسباب وراء هذه الحالة، ما بين العدوى البكتيرية وأسباب أخرى قد تكون غير معروفة. في هذا المقال، سنتناول كل ما تحتاج إلى معرفته عن التهاب البروستاتا، بدءًا من الأعراض المميزة لكل نوع، وصولًا إلى الخيارات العلاجية المتاحة لضمان عودة الصحة والعافية. إذا كنت تعاني من أعراض مشابهة، فهذا الدليل هو المكان الأمثل لفهم حالتك والبدء بخطوات العلاج الصحيحة.
أعراض التهاب البروستاتا
تختلف الأعراض المصاحبة لهذه الحالة باختلاف نوع الالتهاب، حيث أن الأعراض بصورة أساسية معتمدة على مصدر الالتهاب وفيما إذا كان حاد أم مزمن.
أعراض التهاب البروستاتا المزمن
تشمل أعراض الالتهاب المزمن كل مما يلي:
- ألم مستمر لمدة تتجاوز الثلاثة أشهر في إحدى المناطق التالية (القضيب – ما بين الخصية وفتحة الشرج – أسفل ومنتصف البطن – منطقة أسفل الظهر)
- ألم أثناء عملية القذف وبعدها.
- ألم ضمن مجرى البول خلال التبول وبعده.
- زيادة الحاجة اليومية للتبول مع وجود رغبة ملحة.
- تدفق ضعيف أو منقطع في البول.
- نزول خيوط بيضاء طويلة مع البول وخصوصا في ساعات الصباح الأولى، وهذا العرض هو أكثر عرض شائع مع التهاب البروستاتا المزمن.
أعراض التهاب البروستاتا الحاد
هناك تشابه كبير بين أعراض التهاب البروستاتا البكتيري الحاد والمزمن ولكن هي تختلف من حيث شدة الأعراض، وهي تشتمل على كل مما يلي:
- الشعور المفاجئ للحاجة للتبول مع وجود إلحاح متكرر.
- ألم وحرقة خلال عملية التبول.
- صعوبة في التبول وهي من أول العلامات التي تظهر.
- حرقة خلال التبول.
- رائحة كريهة جدا للبول.
- ألم في منطقة أسفل البطن ويمتد أحيانا لمنطقة الخصيتين.
- قشعريرة وحمى.
- غثيان وإقياء.
- يلاحظ المريض وجود إفرازات متكررة الظهور من فتحة البول على شكل نقط ذات ملمس لزج في الصباح وأحيانا يجدها على الملابس الداخلية.
دكتور محمد حمدان
أخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية والعقم وأمراض الذكورة
أسباب التهاب البروستاتا
هناك أسباب كثيرة قد تؤدي للإصابة بالتهاب البروستاتا، وأحيانا تكون غير معروفة ومن الممكن أن تكون هذه الأسباب مرتبطة بصورة مباشرة مع الطبيعة التشريحية للجهاز البولي التناسلي عند المريض.
يمكن القول أن الأسباب المرتبطة بالحالة معتمدة غالبا على نوع الالتهاب، فمثلا يكون التهاب البروستاتا المزمن ذو أسباب غير معروفة ولكن يرجح أنه ناتج عن عدوى ميكروبية وليست بكتيرية. هناك بعض العوامل التي تعد مهيئة للإصابة بهذه الحالة وهي كالتالي:
- وجود تلف في أعصاب منطقة الحوض بسبب التعرض لإصابة ضمن المنطقة.
- احتواء البول على مواد كيميائية معينة.
- قيام جهاز المناعة بالاستجابة لعدوى سابقة للمسالك البولية.
- التوتر والضغوط النفسية.
أما بالنسبة لالتهاب البروستاتا البكتيري بنوعيه الحاد والمزمن فهو ناتج بصورة أساسية عن دخول البكتيريا لمجرى البول لذلك فإن التهاب المسالك البولية يعد من أهم عوامل الخطر التي تؤدي لمثل هذه الحالة، بالإضافة لمجموعة أسباب أخرى نذكر منها كل مما يلي:
- إصابة المريض بصورة متكررة بالتهاب ضمن المثانة.
- ممارسة الجنس الشرجي.
- إقامة علاقة جنسية مع شريك مصاب بمرض منقول جنسيا بدون استخدام الواقي الذكري، حيث أن أشهر أنواع الجراثيم التي تسبب هذه العدوى هي جرثومة الكلاميديا وأيضا الجرثومة المسببة لمرض السيلان.
- معاناة المريض مع تضخم البروستاتا الحميد المرتبط مع تقدم العمر.
- وجود تشوهات ضمن البنية الطبيعية التشريحية للجهاز البولي التناسلي.
- الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
- وجود التهاب في البربخ.
أنواع التهاب البروستاتا
إن التهاب البروستاتا ينقسم إلى 4 أنواع أساسية وهي على الشكل التالي:
- التهاب البروستاتا الحاد البكتيري: إن هذا النوع غالبا ما يكون سببه العدوى وأكثر ما يميزه هو ظهور الأعراض بصورة مفاجئة دائما.
- التهاب البروستاتا المزمن: يطلق عليه اسم آخر وهو متلازمة ألم الحوض المزمن، وهو يستمر لمدة تتجاوز غالبا الثلاثة أشهر ولكن طبيعة أعراضه تكون أقل حدة بكثير من الالتهاب الحاد.
- التهاب البروستاتا المزمن البكتيري.
- التهاب البروستاتا بدون أعراض: يتم تشخيص هذا النوع من الالتهاب عند إجراء اختبارات أو تحاليل لأجزاء أخرى من الجسم لأنه لا يترافق مع أية أعراض ولا يحتاج أيضا إلى علاج في أغلب الحالات.
تضخم البروستاتا
على الرغم من كون تضخم البروستاتا والتهاب البروستاتا هما حالتان طبيتان تؤثران على غدة واحدة في الجسم، إلا أن الأعراض والأسباب تختلف بشدة.
إن تضخم البروستاتا الذي يطلق عليه أيضا فرط تنسج البروستاتا الحميد هو عبارة عن حالة طبية شائعة بين الرجال كبار السن، وهو يحدث عندما تبدأ خلايا البروستاتا بالتكاثر وبالتالي يزداد حجمها وتضغط على مجرى البول، ومن اهم أعراضه صعوبة بدء التبول والحاجة الملحة والمتكررة له.
التهاب البروستاتا على الناحية الأخرى كما سبق وذكرنا هو عبارة عن التهاب ضمن الغدة بدون تضخم ويكون ناتج في أغلب الأحيان عن عدوى بكتيرية أو تهيج ما. يمكن أن يكون هذا الالتهاب حاد أو مزمن ويترافق مع مجموعة كبيرة من الأعراض الواضحة مثل آلام الحوض والحمى والألم المزعج خلال عملية التبول.
ترتبط غالبا حالة تضخم البروستاتا مع تقدم الرجل في السن بينما يصيب التهاب البروستاتا الرجال في كافة الأعمار حتى الشباب، وبالنسبة للعلاج هناك بروتوكول علاجي خاص وملائم لكل حالة على حدا.
علاج التهاب البروستاتا
بعد تشخيص حالة التهاب البروستاتا يجب البدء بالعلاج وتختلف الخطة العلاجية باختلاف نوع الالتهاب وفيما إذا كان حاد أم مزمن، ولكن عموما في أغلب الأحيان يقوم الطبيب بوصف المضادات الحيوية لعلاج مثل هذا النوع من الالتهابات. تتراوح مدة علاج التهاب البروستاتا الحاد ما بين الأسبوعين وحتى الأربع أسابيع عن طريق المضادات الحيوية وأيضا مسكنات الألم القوية لتخفيف الأعراض، ومن المهم أن يتم تشخيص الحالة بوقت مبكر لتفادي المضاعفات فيما بعد.
في أغلب الحالات يقوم الطبيب باختيار أكثر مضاد حيوي فعال لحالة المريض عن طريق إجراء زرع جرثومي لتحديد البكتيريا المسببة للحالة. أحيانا يحتاج المريض لدخول المشفى لتطبيق البروتوكول العلاجي خصوصا في الحالات التي تكون فيها الأعراض شديدة جدا أو عندما يكون قادر على التبول نهائيا.
ننتقل الآن إلى آلية علاج التهاب البروستاتا المزمن، حيث تكون مدة هذا العلاج على الأقل ستة أسابيع وأحيانا تمتد لفترة أطول بكثير حيث أن المدة تعتمد بصورة أساسية على استجابة المريض وحالته الصحية. من أهم الأدوية التي يتم استخدامها في مثل هذه الحالات:
- الباراسيتامول وهو من أشهر مسكنات الألم التي تساعد في تخفيف الأعراض بشكل واضح.
- الملينات وخصوصا في حال كان المريض يعاني من الألم خلال التبرز أيضا.
- المضادات الحيوية حسب نوع البكتيريا لمسببة للحالة.
في حالات نادرة قد يلجأ الطبيب لاستئصال الغدة بشكل كامل جراحيا وذلك لدى المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج نهائيا وبقيت الأعراض مستمرة بهدف تجنب الأعراض الخطيرة التي قد تنتج عن هذه الحالة.
من الجدير بالذكر أنه لا يمكن لأي أحد أن يحدد مدة العلاج اللازمة، فهو أمر يعتمد بصورة أساسية على شدة الحالة التي يعاني منها المريض وعلى مدة الإصابة والأعراض وأيضا مدى الاستجابة الملاحظة للعلاج.
في النهاية نؤكد على ضرورة زيارة الطبيب المختص بشكل فوري عند ملاحظة أي من الأعراض التي سبق وذكرناها، لتجنب المضاعفات الخطيرة التي تترافق مع مثل هذه الحالة والبدء بخطة علاجية تضمن الشفاء التام بأقرب وقت ممكن.
دكتور محمد حمدان
أخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية والعقم وأمراض الذكورة