العجز الجنسي وضعف الانتصاب .. ما هو الفرق بينهما؟

يعتبر ضعف الانتصاب من أبرز الأمراض التي يتم الخلط بينها وبين العجز الجنسي، وترتبط أعراضهما معاً في الكثير من الحالات، وسيتناول هذا المقال توضيح الفرق بين العجز الجنسي وضعف الانتصاب وأسباب وعلاج كل منهما.

لا يقتصر العجز الجنسي على ضعف الانتصاب فقط، فبحسب تعريف منظمة الصحة العالمية يعد هو الصعوبة أو عدم القدرة كلياً على تحقيق انتصاب العضو الذكري، بما يكفي للقيام بعلاقة جنسية كاملة مع الشريك.

أسباب العجز الجنسي

يصاحب العجز الكثير من الأعراض الأخرى التي قد تشمل عدم القدرة على القذف، ويمكن أن تساهم عدة عوامل مثل الاضطرابات النفسية والجسدية في حدوث العجز الجنسي، ويمكن توضيح أهم أسباب ذلك فيما يأتي:

أمراض الغدد الصماء

الغدد الصماء في الجسم هي المسؤولة عن إنتاج هرمونات تنظم التمثيل الغذائي، وهي تؤثر في تنظيم الوظيفة الجنسية، ومرض “السكري” هو مثال على مرض الغدد الصماء الذي يمكن أن يسبب العجز، حيث يؤثر مرض السكري على قدرة الجسم على استخدام هرمون الأنسولين.

وأحد المضاعفات المرتبطة بمرض السكري المزمن هو التأثير على ضغط الدم، وتشمل المضاعفات الأخرى المرتبطة به التأثير على مستويات الهرمونات، وكل من هذه العوامل يمكن أن تسهم في العجز الجنسي.

الاضطرابات العصبية

يمكن للعديد من الحالات العصبية أن تزيد من خطر حدوث العجز الجنسي، وتؤثر الظروف العصبية على قدرة الدماغ على التواصل مع الجهاز التناسلي، وتشمل الاضطرابات العصبية المرتبطة بالاضطرابات الجنسية: مرض الزهايمر والشلل الرعاش وأورام المخ والتصلب المتعدد والسكتة الدماغية.

وأشارت دراسة تم نشرها عام 2007 في المجلة الأمريكية للطب إلى زيادة خطورة ذلك المرض مع تقدم العمر، وهو أعلى في الرجال الذين تم تشخيصهم بواحد أو أكثر من أمراض القلب، وغالباً ما يكون لذلك تأثير سلبي على الحياة الجنسية، وقد يتسبب في الاكتئاب والإجهاد الإضافي.

تشخيص العجز الجنسي

حين يرتاد مريض العجز الجنسي مستشفى أو عيادة يسأله الطبيب عادة عن تاريخه المرضي، حيث يريد الأطباء معرفة الحالة التي عليها المريض والاضطرابات التي تعرض لها في السابق وما إذا كان المريض قد تناول أدوية سابقة بشكل خاطئ تسبب في المزيد من المضاعفات.

وكثير من الرجال الذين يعانون من أعراض ذلك المرض بسبب اختلال في الأوعية الدموية لديهم أيضاً تاريخ مرضي عادة يتضمن أمراض القلب والسكتة الدماغية أو ضعف الدورة الدموية في أقدامهم، ويمكن أن يكتشف الطبيب أعراض تلك الاختلالات الجنسية من خلال أعراض مرض السكري لدى بعض المرضى.

ويقوم الطبيب عادة بفحص المريض للبحث عن أدلة تشير إلى وجود مشاكل طبية قد تؤثر على صحة المريض الجنسية، ويشمل هذا فحص القضيب والخصيتين، وقد يتم اختبار دم المريض لمعرفة نسبة السكر والكوليسترول ومستويات الهرمونات في الدم.

وقد لا يتمكن الطبيب من إعطاء المريض سبباً محدداً لحالته، لكن العديد من العلاجات تعمل بشكل جيد بغض النظر عن سبب المشكلة، ولذلك قد لا يكون الاختبار الشامل ضرورياً في بعض الأحيان.

علاج العجز الجنسي

إذا كان المريض يواجه مثل تلك الاختلالات في وظائفه الجنسية يجب عليه استشارة طبيب المسالك البولية والأمراض التناسلية فوراً.

ويختلف العلاج تبعاً لحالة المريض والسبب الأصيل للمرض، ففي حالة كان السبب نفسياً يتم المتابعة مع طبيب نفسي، أما في حالة الأسباب العضوية وبعدم تحسن انتصاب المريض يمكن اللجوء للعلاج الدوائي أو زرع دعامات الانتصاب كحل جذري لاستعادة قدرة المريض على ممارسة الحياة الجنسية بشكل طبيعي.

وفي بعض الأحيان يكون إجراء بعض التغييرات على نمط حياة المريض هو كل ما يتطلبه الأمر مثل:

• ممارسة الرياضة بانتظام.
• إتباع نظام غذائي صحي.
• الإقلاع عن التدخين.

وقد يوصي الأطباء بتناول عدد من الأدوية التي تساعد في التخلص من أعراض العجز، ويمكن توضيح أهم تلك الأدوية فيما يأتي:

• سيلدينافيل، الفياجرا.
• كو فيدال.
• ليفيترا أو ستاكسين.

ورغم بعض فوائدها إلا أن هذه الأدوية تحمل الكثير من المخاطر خاصةً إذا كان المريض يعاني من قصور في القلب أو يتناول أدوية النترات لعلاج أمراض القلب أو يعاني من انخفاض في ضغط الدم.

ضعف الانتصاب

ضعف الانتصاب هو عدم القدرة على تحقيق الانتصاب الكامل للقضيب الذكري أو عدم القدرة على المحافظة على هذا الانتصاب لإتمام العملية الجنسية بشكل صحيح، ويمكن اعتبار ضعف الانتصاب مرضاً في حالة استمراره دون تحسن فترة طويلة.

أسباب ضعف الانتصاب

تنطوي الإثارة الجنسية للذكور على تغيرات في المخ والهرمونات والعواطف والأعصاب والعضلات والأوعية الدموية، ويرتبط ضعف الانتصاب بشكل عام بالإجهاد والصحة العقلية للشخص المصاب به.

وفي بعض الأحيان يؤدي مزيج من المشكلات الجسدية والنفسية إلى ضعف الانتصاب، وعلى سبيل المثال قد تتسبب حالة المريض البدنية إلى إبطاء الاستجابة الجنسية من خلال التأثير على قوة الانتصاب، ويمكن أن يؤدي زيادة القلق المرتبط بتلك الحالة إلى ضعف الانتصاب باستمرار.

ويمكن توضيح أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى ضعف الانتصاب فيما يأتي:

• أمراض القلب.
• انسداد الأوعية الدموية.
• ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الجسم.
• ضغط دم مرتفع.
• داء السكري.
• متلازمة التمثيل الغذائي. 
• مرض الشلل الرعاش.
• التصلب المتعدد.
• مرض بيروني.
• اضطرابات النوم.
• العمليات الجراحية أو الإصابات التي تؤثر على منطقة الحوض أو الحبل الشوكي.

 ويلعب الدماغ دوراً رئيسياً في بعص التصرفات الجسدية التي تسبب الانتصاب بدءاً من الشعور بالإثارة الجنسية وما يلي ذلك، وهناك عدد من العوامل الأخرى التي تتسبب في ضعف الانتصاب، ويمكن توضيح أهم تلك العوامل:

• الاكتئاب والقلق وغيرها من حالات الصحة العقلية.
• الضغط العصبي.
• مشاكل العلاقة العاطفية بسبب الإجهاد.
• ضعف التواصل أو بعض المخاوف الأخرى.

ويمكن أن تشمل المضاعفات الناتجة عن ضعف الانتصاب كل ما يأتي:

• حياة جنسية غير مرضية.
• الإحراج أو تدني احترام الذات.

علاج ضعف الانتصاب

يوصي الأطباء بطرق مختلفة لعلاج الانتصاب بحسب ما تقتضيه كل حالة، ويمكن توضيح أهم تلك الطرق فيما يأتي:

• الأدوية عن طريق الفم.
• حقن القضيب.
• جراحة دعامات القضيب.

شاهد فيديو علاج ضعف الانتصاب بالتفصيل مع الدكتور محمد حمدان

ولكل نوع من تلك الطرق العلاجية إيجابيات وسلبيات، وينبغي مناقشة خيارات العلاج مع الطبيب لتحديد الأنسب من بينها، والخطوة الأولى لعلاج ضعف الانتصاب هي تحديد السبب الأساسي، وهناك عدد من الخيارات غير الجراحية والجراحية التي يمكن أن تساعد الرجل على استعادة الوظيفة الجنسية بشكل طبيعي.

وتجدر الإشارة إلى أن زيادة معرفة كل فرد بكل ما يتعلق بالسلوكيات الجنسية الصحيحة قد يساعد في تغلب كل فرد على مخاوفه فيما يتعلق بضعف الانتصاب وبالعجز الجنسي بشكل عام، حيث تساهم الأسباب النفسية في ضعف الانتصاب بشكل ملحوظ حتى عندما يكون هناك سبب عضوي واضح.

ويمكن أن يساعد العلاج مع طبيب نفسي في معالجة مشاعر القلق أو الخوف أو الشعور بالذنب التي قد يكون لها تأثير على قوة الانتصاب بشكل واضح، وفي بعض الحالات تكفي المتابعة مع طبيب نفسي للتغلب على مشاكل الانتصاب خلال فترة وجيزة.

Photo by Deon Black from Pexels