
سرطان البروستاتا: الأعراض، الأسباب، والمضاعفات
سرطان البروستاتا: الأعراض، الأسباب، والمضاعفات https://dr-hamdan.com/wp-content/uploads/2024/12/سرطان-البروستاتا-الأعراض،-الأسباب،-والمضاعفات.webp 1200 642 د. حمدان https://dr-hamdan.com/wp-content/uploads/2024/12/سرطان-البروستاتا-الأعراض،-الأسباب،-والمضاعفات.webpيُعد سرطان البروستاتا من أكثر الأمراض التي تؤثر على الرجال، خاصة بعد سن الخمسين. تقع البروستاتا أسفل المثانة وتلعب دورًا مهمًا في الوظائف الإنجابية. يمكن أن يكون المرض بلا أعراض في مراحله المبكرة، لكنه قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة إذا لم يُعالج. في هذا المقال، نستعرض الأعراض، الأسباب، المراحل المختلفة للمرض، وتأثيره على العلاقة الجنسية والإنجاب، بالإضافة إلى أهمية التشخيص المبكر للعلاج الفعّال.
أعراض سرطان البروستاتا
من الممكن أن لا تظهر أي أعراض لمرض سرطان البروستاتا في البداية حتى يبدأ حجمه في التزايد للدرجة التي تسبب ضغط على القناة الحاملة للبول من المثانة إلى خارج الجسم.
في هذه المرحلة يلاحظ المريض الأعراض التالية:
- يشعر المريض بحاجة متكررة لإفراغ المثانة خصوصا في الليل.
- من الصعب البدء بعملية التبول.
- تستغرق عملية التبول وقت طويل.
- هناك شعور دائم بعدم اكتمال إفراغ المثانة.
- الشعور بألم عند القذف في بعض الأوقات.
- يشعر المريض بألم عند الجلوس بسبب كبر حجم غدة البروستاتا.
- ملاحظة دم في البول أو المني.
عندما ينتشر السرطان خارج البروستاتا لدينا أعراض سرطان البروستاتا المتقدم:
- ألم قوي في منطقة الخصيتين.
- الشعور بعدم الراحة والألم أسفل الظهر,
- تورم في القدمين أو الساقين.
- ألم في العظام وسهولة في تعرضها للكسر.
- فقدان غير مبرر للوزن.

دكتور محمد حمدان
أخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية والعقم وأمراض الذكورة
من الجدير بالذكر أن مجرد ظهور الأعراض التي ذكرناها لا يؤكد الإصابة بداء السرطان حيث أنها قد تكون مجرد أعراض طبيعية ناتجة عن التقدم في العمر أو وجود تضخم حميد في البروستاتا. إن التضخم الحميد ليس له علاقة بحالة سرطان البروستاتا ولا يمكن نهائيا أن يتحول إلى سرطان، ولكن من الممكن أن يصاب المريض بتضخم في الغدة مع وجود خلايا سرطانية ضمن البروستاتا.
من هنا تأتي أهمية زيارة الطبيب المختص أهمية كبيرة عند الشعور بأي من الأعراض التي سبق وذكرناها، فهذا سيساعد في تحديد الأسباب وبالتالي علاج الحالة بالشكل الأمثل قبل تطورها.
أسباب سرطان البروستاتا
في الحقيقة لم تتضح بعد الأسباب الأساسية التي تؤدي للإصابة بسرطان البروستاتا، ولكن من المؤكد أن هذه الحالة تحدث عندما تطرأ تغيرات مرضية على الحمض النووي للخلايا الخاصة بالغدة، حيث أن هذا الحمض النووي يتضمن كافة المعلومات التي توجه الخلية بشكل صحيح للقيام بوظيفتها المحددة، وعند إصابته بتغيرات مرضية يتم توجيه الخلايا نحو الانقسام السريع وبذلك تنمو الخلايا الشاذة بسرعة كبيرة بينما تموت الخلايا السليمة والطبيعية.
بمرور الوقت تتراكم هذه الخلايا الشاذة لتشكل في النهاية ورم ينمو ويهاجم كل الأنسجة القريبة منه، وبعدها تنفصل بعد الخلايا لتغزو أجزاء ومناطق أخرى من الجسم.
هناك بعض العوامل التي تزيد من خطورة التعرض لمرض سرطان البروستاتا ونذكر منها كل مما يلي:
- التقدم في السن: حيث تزداد خطورة التعرض لهذه الحالة مع التقدم في العمر ويصبح شائع بشدة بعد سن الخمسين عام.
- العِرق: يعتبر أصحاب البشرة السوداء أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا مقارنة بالأجناس الأخرى لأسباب مجهولة حتى يومنا هذا، ومع الأسف يكون هذا المرض أيضا عدواني بشدة لديهم.
- السمنة: يعتبر الأشخاص المصابون بالسمنة أكثر عرضة أيضا لهذا المرض مقارنة بكل الرجال الذين يتمتعون بوزن صحي، وكان هناك نتائج متباينة حول هذا العامل.
- السيرة المرضية العائلية: في حال شخص أحد الأقارب بالولادة مثل الأب أو الأخوة بسرطان البروستاتا فهذا بالتأكيد سوف يزيد من خطورة تعرضك للإصابة به، حيث أن وجود قصة عائلية سابقة تعني امتلاكك لجينات معينة تؤهب لهذه الإصابة، وأيضا تعرض أحد من العائلة لسرطان الثدي يرفع نسب الخطورة.
مراحل سرطان البروستاتا
هناك مراحل محددة لمرض سرطان البروستاتا أثناء تطوره حيث أنه يتطور خلال أربع مراحل أساسية وهي كالتالي:
- المرحلة الأولى: يكون الورم في بدايته محصور ضمن غدة البروستاتا وصغير نوعا ما، ولا يظهر لدى المريض أية أعراض واضحة حيث أن يكون مستوى مستضد البروستاتا النوعي أقل من 10 نانوغرام/مل.
- المرحلة الثانية: ينمو السرطان داخل البروستاتا بشكل أسرع ومن الممكن أن يؤثر على نصفها تقريبا ويعاني المريض في هذه المرحلة من صعوبة في التبول وبالنسبة لمستويات مستضد تتراوح بين 10 و20 نانوغرام/مل.
- المرحلة الثالثة: تنقسم هذه المرحلة إلى ثلاث فئات وهي:
- السرطان ينمو ضمن محفظة البروستاتا لكنه لم يصل بعد إلى العقد اللمفاوية.
- السرطان أصبح ضمن الأنسجة المحيطة للغدة مثل الحويصلات المنوية.
- انتشار السرطان إلى كافة العقد اللمفاوية القريبة.
- المرحلة الرابعة: هي المرحلة الأكثر تقدما حيث يصبح السرطان في بقية أجزاء الجسم مثل العظام.
مضاعفات سرطان البروستاتا
إن هذا المرض يترافق مع مضاعفات خطيرة نوعا ما نوضحها فيما يلي مع طرق العلاج:
- أنواع السرطان القابلة للانتشار: وهو السرطان المتنقل حيث أنه من الممكن أن يصل إلى كافة أعضاء الجسم القريبة مثل المثانة، أو حتى ينتقل عبر مجرى الدم والجهاز اللمفاوي إلى العظام أو أعضاء أخرى.
- يعاني المريض الذي انتشر لديه سرطان البروستاتا إلى العظام بالألم وكسور العظم، حيث أنه بمجرد انتشار المرض إلى مناطق أخرى من الجسم من المرجح عدم علاجه بصورة كاملة ولكن يستمر المريض في الاستجابة بالعلاج.
- السلس: إن كل من مرض سرطان البروستاتا وعلاجه يتسببان في معاناة المريض مع سلس البول، ولكن يعتمد علاج هذه الحالة على النوع الذي يعاني منه المريض وشدته واحتمالية تحسنه بمرور الوقت أيضا.
- ضعف الانتصاب: من الشائع معاناة مرضى سرطان البروستاتا من حالة ضعف الانتصاب أثناء علاج المرض عن طريق العلاج الهرموني، الجراحة أو العلاج الشعاعي، ولكن يمكن التخفيف من شدة الحالة عن طريق بعض الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب أو الجراحة.
إن الخيارات العلاجية تتضمن استخدام الأدوية والخضوع للجراحة البولية أو القسطرة.
سرطان البروستاتا والجماع
في الحقيقة يطلق على مرض سرطان البروستاتا اسم مرض الزوجين وذلك لكونه يمتلك تأثير سلبي على الحياة الجنسية الخاصة بزوجة المريض وجودة العلاقة الجنسية الموجودة بينهما، حيث أنه حسب الإحصائيات التي تم إجرائها في الولايات المتحدة الأمريكية فإن التأثير السلبي لسرطان البروستاتا يصل لأكثر من مليون شريك. يتساءل بعض المرضى حول علاقة الإنجاب بعد إزالة البروستاتا وهل يستطيع الرجل الانجاب بعد ازالة البروستاتا؟، والجواب هو أن استئصال الغدة في حالة السرطان سوف يؤثر بصورة كبيرة على القدرة الإنجابية الخاصة بالمريض.
في الفترة التالية للجراحة من الممكن أن يعاني المريض من عدم القدرة نهائيا على القذف وذلك بسبب إزالة الحويصلات المنوية وبالتالي لا يخرج السائل المنوي الضروري للتخصيب لدى المرأة، وذلك بسبب إصابة الأعصاب.
في النهاية نؤكد على ضرورة زيارة الطبيب بشكل فوري عند ملاحظة أي من الأعراض السابقة التي ذكرناها وذلك لإجراء الفحوصات الضرورية التي قد تساعد في تشخيص المرض وبالتالي بدء العلاج اللازم وتفادي كل المضاعفات التي من الممكن أن تؤثر بصورة كبيرة على حياة المصاب بصورة سلبية.

دكتور محمد حمدان
أخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية والعقم وأمراض الذكورة