دوالي الخصية: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

دوالي الخصية من الحالات التي قد تثير القلق لدى العديد من الرجال، خاصة عند ارتباطها بمشكلات الخصوبة أو الألم المزمن. وعلى الرغم من شيوعها، يجهل كثيرون حقيقتها وأسبابها وطرق التعامل معها. تخيل أنَّ أوردة الخصية تعمل كمضخة صغيرة لتنظيم تدفق الدم، وما الذي يمكن أن يحدث إذا تعطلت هذه المضخة؟ هنا تظهر دوالي الخصية، تاركة أثرها على الصحة الإنجابية والجنسية. في هذا المقال، نستعرض كل ما يتعلق بدوالي الخصية، بدءًا من الأسباب والأعراض إلى طرق العلاج المختلفة.  

درجات دوالي الخصية  

تنقسم دوالي الخصية إلى ثلاث درجات رئيسية تحدّد بناءً على حجم الأوردة المتضخمة ومدى تأثيرها على الخصية:  

• الدرجة الأولى: 

 تعد الأخف بين جميع الدرجات، حيث تكون الدوالي صغيرة وغير مرئية بالعين المجردة. يمكن للطبيب اكتشافها فقط باستخدام تقنيات مثل الموجات فوق الصوتية أو أثناء الفحص، وهي غالبًا لا تسبب أي أعراض ملحوظة ولا تتطلب علاجًا إلا إذا أثرت على الخصوبة.  

• الدرجة الثانية: 

 في هذه المرحلة، تصبح الدوالي واضحة عند الفحص اليدوي دون الحاجة لتقنيات إضافية. يمكن أن يشعر المريض بثقل بسيط أو ألم طفيف، خصوصًا بعد بذل مجهود بدني أو الوقوف لفترات طويلة.  

 تُعتبر هذه الدرجة متوسطة التأثير، وقد تتطلب علاجًا إذا ترافقت مع ألم مستمر أو تأثير على الحيوانات المنوية.  

• الدرجة الثالثة: 

  تعد الأخطر، حيث تكون الدوالي واضحة وملموسة وأحيانًا مرئية تحت الجلد، وتؤدي إلى تورم ملحوظ في كيس الصفن، وقد تؤثر بشكل كبير على صحة الخصية وحجمها. في معظم الحالات، تحتاج إلى تدخل جراحي لتخفيف الأعراض وتحسين الخصوبة.  

أسباب دوالي الخصية  

تحدث الدوالي في الخصيتين نتيجة لتوسع غير طبيعي في الأوردة داخل كيس الصفن، مما يؤدي إلى تراكم الدم بدلًا من تدفقه بشكل طبيعي. على الرغم من أن الأسباب الدقيقة لهذه الحالة لا تزال غير مفهومة تمامًا، تشير الدراسات إلى وجود عدة عوامل مؤثرة، منها:  

• خلل في الصمامات الوريدية التي تتحكم في تدفق الدم إذ قد تكون ضعيفة أو معيبة، مما يؤدي إلى تدفق الدم بشكل عكسي داخل الأوردة.  
• التشريح الوريدي غير المتناظر حيث أن الجانب الأيسر أكثر عرضة للإصابة بسبب وضعية الوريد الكلوي الأيسر، الذي قد يزيد الضغط على أوردة الخصية اليسرى.  
• الوقوف المطول أو النشاط البدني المكثف يؤدي إلى زيادة الضغط في منطقة الحوض والأوردة، مما قد يساهم في ظهور الدوالي.  

عملية دوالي الخصية  

عندما تسبب دوالي الخصية أعراضًا مزعجة أو تؤثر على الخصوبة، يمكن أن يوصي الطبيب بالتدخل الجراحي. تشمل الخيارات الجراحية ما يلي:  

• الجراحة التقليدية (ربط الأوردة): 

 يتم إجراؤها عبر شق صغير في منطقة أسفل البطن أو كيس الصفن.  حيث يقوم الجراح بربط الأوردة المتضخمة لمنع تدفق الدم العكسي، وهي تعتبر طريقة فعالة، لكنها قد تتطلب فترة تعافي أطول مقارنة بالخيارات الأخرى.  

• الجراحة بالمنظار:  

  تقنية حديثة تتضمن إجراء شقوق صغيرة وإدخال كاميرا وأدوات جراحية دقيقة. تتميز بفترة تعافي أقصر وألم أقل بعد العملية، وتستخدم في الحالات التي تتطلب تدخلًا دقيقًا.  

• تقنية الإصمام لعلاج دوالي الخصية:

  تقنية الإصمام هي إجراء غير جراحي يستخدم قسطرة صغيرة لإغلاق الأوردة المتضررة. يتم تحديد مكان الدوالي باستخدام الأشعة السينية، ثم يتم إغلاق الوريد باستخدام سلك أو بالون أو مواد كيميائية. هذه التقنية تتطلب تخديرًا عامًا، وتتميز بفترة تعافي قصيرة مقارنة بالجراحة التقليدية. هي خيار مثالي للمرضى الذين يعانون من دوالي خصية في مناطق يصعب الوصول إليها بالجراحة التقليدية.

مضاعفات دوالي الخصية على الإنجاب  

دوالي الخصية تُعتبر من الأسباب الشائعة للعقم عند الرجال، حيث تؤثر على الخصوبة من خلال:  

• انخفاض عدد الحيوانات المنوية نتيجة لزيادة درجة حرارة الخصية بسبب تدفق الدم غير الطبيعي.  
• ضعف حركة الحيوانات المنوية مما يقلل من قدرتها على الوصول إلى البويضة لتخصيبها.  
• تغير في شكل الحيوانات المنوية قد يظهر تشوهات تؤثر على كفاءتها في التخصيب.  
• تجمع الدم في الأوردة يزيد من تعرض الحيوانات المنوية للسموم والضغط التأكسدي، مما يسبب ضررًا في الحمض النووي (DNA) الخاص بها.  

آثار دوالي الخصية على الصحة الجنسية  

دوالي الخصية قد تؤثر بشكل غير مباشر على الصحة الجنسية للرجل. وهي في معظم الحالات، لا تؤدي إلى مشاكل كبيرة في الأداء الجنسي، لكن تأثيرها قد يظهر من خلال:  

• الألم أثناء الجماع: يمكن أن يسبب الشعور بالثقل أو الألم في كيس الصفن تأثيرًا نفسيًا وجسديًا خلال العلاقة الجنسية.
• الإرهاق النفسي: القلق الناتج عن تأثير دوالي الخصية على الخصوبة قد يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس، مما يؤثر سلبًا على الرغبة الجنسية.  
• الاختلال الهرموني: في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي دوالي الخصية إلى انخفاض إنتاج هرمون التستوستيرون، مما قد يؤثر على الرغبة الجنسية والأداء.  

دوالي الخصية والجماع  

دوالي الخصية يمكن أن تؤثر على العلاقة الزوجية من خلال:  

• زيادة الضغط أو التورم في الأوردة المتضخمة قد يؤدي إلى شعور بالألم في كيس الصفن، مما يجعل العلاقة الحميمة غير مريحة.  
• القلق بشأن الخصوبة أو الأداء الجنسي قد يؤدي إلى توتر خلال العلاقة الزوجية.  
• في بعض الحالات، قد تسبب دوالي الخصية انخفاضًا في مستويات هرمون التستوستيرون، مما يؤثر على الدافع الجنسي.  
• التغيرات الجسدية، مثل تورم كيس الصفن، قد تؤثر نفسيًا على الرجل، مما ينعكس على أدائه في العلاقة.  

علاج دوالي الخصية  

يعد علاج دوالي الخصية أمرًا مهمًا للحد من تأثيراتها على الصحة الإنجابية والجنسانية. هناك عدة طرق لعلاج هذه الحالة، بدءًا من العلاج الجراحي إلى إجراءات غير جراحية مثل تقنية الإصمام.  

العلاج الطبي والجراحي  

ويتضمن 3 أنواع من الممارسات الجراحية يتم الاختيار بينها حسب درجة دوالي الخصيه، هي:

• الجراحة التقليدية (استئصال دوالي الخصية):  

عملية الجراحة التقليدية تتضمن إجراء شق صغير في منطقة العانة أو أسفل البطن، حيث يقوم الطبيب بتحديد الأوردة المتضررة وربطها لمنع تدفق الدم غير الطبيعي إليها. تتسم هذه الطريقة بمعدلات نجاح عالية وتقليل احتمالية تكرار الدوالي، لكنها تتطلب فترة تعافي أطول من الخيارات الأخرى مثل المنظار أو الإصمام.  

• الجراحة بالمنظار:  

  في هذه الطريقة، يتم إجراء شق صغير في البطن واستخدام كاميرا صغيرة لرؤية الأوردة المتضررة وإغلاقها. بينما تعد هذه الطريقة دقيقة وفعالة، فإنها أقل شيوعًا من الجراحة التقليدية.  

• تقنية الإصمام:  

  تتضمن إدخال قسطرة عبر الوريد وتوجيهها إلى الوريد المصاب، ثم يتم إغلاق الوريد باستخدام مواد معينة مثل الأسلاك أو المواد الكيميائية. تعد هذه التقنية أقل توغلًا وتتميز بفترة نقاهة قصيرة مقارنة بالجراحة التقليدية.  

أدوية لعلاج دوالي الخصية

لا يوجد علاج دوائي محدد للتخلص من دوالي الخصية، لكن في بعض الحالات، يمكن استخدام الأدوية لتخفيف الأعراض المرتبطة بها. تهدف الأدوية بشكل رئيسي إلى تخفيف الألم وتقليل الالتهابات وتحسين الراحة العامة للمريض. الأدوية الشائعة المستخدمة لتخفيف الأعراض:

• المسكنات غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين (Ibuprofen): يُستخدم لتخفيف الألم والتقليل من الالتهابات التي قد تصاحب دوالي الخصية. يساعد الإيبوبروفين على تقليل الأعراض بشكل مؤقت. كذلك النابروكسين (Naproxen): يعمل بشكل مشابه للإيبوبروفين في تخفيف الألم وتقليل الالتهاب.
• مضادات الوذمة: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية تهدف إلى تقليل تورم الأوردة. تستخدم هذه الأدوية للحد من الاحتقان والتورم في المنطقة المصابة.

دوالي الخصية ليست مجرد حالة طبية عابرة، بل قد تؤثر على الجوانب المختلفة من حياة الرجل، بما في ذلك الخصوبة والصحة الجنسية. لحسن الحظ، تتوفر خيارات علاجية متعددة تناسب مختلف الحالات. استشر طبيبك لتحديد الحل الأمثل لحالتك. حافظ على صحتك بالوعي والاهتمام بأي تغيرات قد تظهر على جسمك.