التواء الخصية: الأسباب والعلاج

التواء الخصية من الحالات الطبية الطارئة التي قد تهدد صحة الخصية وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة. يحدث التواء الخصية نتيجةً لالتفاف الحبل المنوي حول نفسه، مما يعيق تدفق الدم إلى الخصية، ويتسبب في ألم حاد ومفاجئ في كيس الصفن قد يصاحبه تورم وغثيان. على الرغم من أن هذه الحالة قد تؤثر على الذكور من جميع الأعمار، إلا أنها أكثر شيوعًا في سن المراهقة والشباب. تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على أسباب وأعراض التواء الخصية، بالإضافة إلى تقديم نظرة شاملة حول كيفية تشخيص هذه الحالة وعلاجها، لضمان زيادة الوعي وضرورة طلب الرعاية الطبية عند ظهور الأعراض الأولية.

أسباب التواء الخصية

يحدث التواء الخصية نتيجة لعدة عوامل تجعل الحبل المنوي يلتف حول نفسه، مما يعيق تدفق الدم إلى الخصية، ويتسبب في آلام حادة ومضاعفات خطيرة. إليك أبرز الأسباب التي تسهم في حدوث هذه الحالة:

• تشوه الجرس (Bell Clapper) وهو عيب خلقي يجعل الخصية تتحرك بحرية داخل كيس الصفن، مما يزيد من احتمالية الالتواء. هذا التشوه يعتبر من أكثر الأسباب شيوعًا ويرتبط غالبًا بالوراثة.
• التغيرات السريعة في درجات الحرارة فقد يؤدي التعرض للبرد إلى انكماش عضلات الصفن، مما يسهم في التواء الحبل المنوي.
• النمو السريع خلال فترة المراهقة حيث تزداد احتمالية الالتواء بسبب التوتر الزائد على الحبل المنوي خلال هذه المرحلة.

أعراض التواء الخصية

تظهر أعراض التواء الخصية بشكل مفاجئ وعادة ما تكون شديدة. من أبرز الأعراض التي قد تدل على حدوث التواء الخصية:

• ألم حاد ومفاجئ في كيس الصفن: يبدأ الألم فجأة ويكون شديدًا، ويزداد سوءًا مع مرور الوقت.
• تورم في كيس الصفن: يحدث نتيجة لتراكم السوائل وتورم الأنسجة بسبب نقص تدفق الدم.
• ألم أسفل البطن: يمكن أن يمتد الألم ليشمل منطقة أسفل البطن والحوض.
• غثيان وتقيؤ: قد يعاني المريض من الغثيان والرغبة في التقيؤ نتيجة للألم الحاد.
• تغير موضع الخصية: في بعض الحالات، قد تكون الخصية المصابة مرتفعة أو في وضعية غير طبيعية.
• ارتفاع درجة الحرارة: قد يصاحب التواء الخصية ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
• تغير لون كيس الصفن: نتيجةً انقطاع تدفق الدم، قد يتحول لون كيس الصفن إلى الأحمر أو الأزرق.

ظهور أي من هذه الأعراض يتطلب التدخل الطبي العاجل، حيث إن التأخير في العلاج يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها فقدان الخصية. وللتفريق بين انفتال الخصية والاضطرابات الأخرى نورد أهم أمراض ومشاكل الخصيتين.

تمزق الخصية

تمزق الخصية هو إصابة خطيرة تحدث عندما تتعرض الخصية لصدمة قوية أو ضغط شديد يؤدي إلى تمزق أنسجتها، مما ينتج عنه ألم حاد ونزيف داخل كيس الصفن. غالباً ما يحدث هذا النوع من الإصابات نتيجة لحوادث رياضية، أو حوادث سير، أو تعرض الخصية لضربة مباشرة. يتميز تمزق الخصية بألم شديد وتورم في كيس الصفن، وقد يصاحبه غثيان وتقيؤ في بعض الحالات بسبب شدة الألم.

عند حدوث تمزق الخصية، يكون العلاج الجراحي هو الخيار الأمثل لإصلاح الأنسجة الممزقة والحفاظ على الخصية. في حالات معينة، قد يكون التمزق كبيراً لدرجة تستدعي استئصال الخصية إذا لم يكن من الممكن إصلاحها. من المهم التوجه إلى الطوارئ فورًا عند الاشتباه بتمزق الخصية لتجنب حدوث مضاعفات، مثل فقدان الخصوبة أو مضاعفات أخرى قد تؤثر على صحة الجهاز التناسلي الذكري.

ألم الخصية

ألم الخصية هو عرض شائع قد يصيب الذكور من مختلف الأعمار، ويمكن أن يكون الألم مؤقتًا أو مستمرًا حسب السبب الكامن. هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى ألم الخصية، وتتراوح من حالات بسيطة إلى حالات تستدعي التدخل الطبي الفوري. أهم أسباب ألم الخصية:

• التواء الخصية: حالة طبية طارئة يحدث فيها التواء الحبل المنوي، مما يقطع تدفق الدم إلى الخصية، ويسبب ألمًا شديدًا ومفاجئًا.
• التهاب البربخ: هو التهاب يصيب البربخ، الذي يعد جزءًا من الجهاز التناسلي ويقع خلف الخصية، وينتج عادةً عن عدوى بكتيرية.
• الإصابات المباشرة: مثل الإصابات الرياضية أو التعرض لضربة في منطقة الخصية، قد تؤدي إلى ألم حاد وتورم.
• دوالي الخصية: هي توسع في الأوردة المحيطة بالخصية، وتسبب ألمًا خفيفًا أو شعورًا بالثقل.
• القيلة المائية: تجمع للسوائل حول الخصية، وقد يسبب ألمًا طفيفًا أو شعورًا بعدم الارتياح.

إذا كان الألم مصحوبًا بأعراض مثل تورم الخصية، أو تغير لونها، أو الشعور بالغثيان والتقيؤ، فقد يكون السبب حالة طبية طارئة مثل التواء الخصية، ويجب الحصول على الرعاية الطبية الفورية.

التهاب الخصية

التهاب الخصية هو التهاب يحدث عادةً نتيجة لعدوى بكتيرية أو فيروسية، ويعد فيروس النكاف من أشهر مسبباته، خاصةً لدى الذكور غير المطعمين. كما قد تنتقل العدوى من الجهاز التناسلي، مثل حالات التهاب البربخ التي تصل إلى الخصية. تشمل أعراض التهاب الخصية الألم الحاد في الخصية، تورم كيس الصفن واحمراره، بالإضافة إلى الحمى وأحيانًا الغثيان. إذا لم يُعالج الالتهاب بشكل مناسب، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية وقد تسبب العقم.

يعتمد علاج التهاب الخصية على المضادات الحيوية في حالة العدوى البكتيرية، مع استخدام مسكنات الألم ومضادات الالتهاب لتخفيف الأعراض. يُنصح أيضًا بالراحة ورفع كيس الصفن للتخفيف من التورم، ويمكن استخدام كمادات باردة لتقليل الألم. التشخيص المبكر والعلاج السريع مهمان لتجنب مضاعفات محتملة، مثل تلف أنسجة الخصية الذي قد يؤثر على الخصوبة بشكل دائم.

علاج التواء الخصية

علاج التواء الخصية يتطلب تدخلاً طبياً فورياً لتجنب مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى فقدان الخصية أو حدوث تلف دائم فيها. يحدث التواء الخصية عندما يلتف الحبل المنوي حول نفسه، مما يمنع تدفق الدم إلى الخصية ويؤدي إلى ألم شديد. لهذا السبب، تعتبر هذه الحالة من الحالات الطبية الطارئة التي تتطلب تدخلًا سريعًا لضمان سلامة الخصية واستعادة تدفق الدم بشكل طبيعي. فيما يلي خطوات العلاج الأساسية لالتواء الخصية:

• التدخل الجراحي الفوري وهو الخيار الأمثل لفك الحبل المنوي واستعادة تدفق الدم إلى الخصية. تُعرف هذه العملية بجراحة فك الالتواء، حيث يقوم الطبيب بفك الالتواء وإعادة الخصية إلى موضعها الطبيعي.
• بعد فك الالتواء، يقوم الجراح بتثبيت الخصيتين داخل كيس الصفن لمنع تكرار الحالة في المستقبل. هذا الإجراء يثبت الخصيتين في موضعهما لتجنب التواءات مستقبلية.
• في حال تأخر العلاج وتأثرت الخصية بشكل لا يمكن إصلاحه، قد يلجأ الجراح إلى استئصال الخصية المتضررة للحفاظ على صحة المريض وتجنب حدوث مضاعفات أخرى.

يُشكل التواء الخصية حالة طبية تتطلب تدخلاً فوريًا لتجنب فقدان الخصية أو حدوث مضاعفات قد تؤثر على الصحة الإنجابية والهرمونية للشخص المصاب. إن معرفة الأعراض الرئيسية والأسباب المحتملة يمكن أن تساعد الأفراد في التمييز بين الألم العادي والألم الذي يستدعي استشارة طبية عاجلة. كما أن التوعية بضرورة التدخل الطبي العاجل قد تُسهم في إنقاذ الخصية وتحقيق نتائج علاجية أفضل. لذا، من المهم توعية الأفراد بهذه الحالة وضرورة سرعة استجابة المصابين أو ذويهم للبحث عن العلاج الفوري، خاصة أن الخيارات الجراحية تتيح فرصًا جيدة لإنقاذ الخصية إذا تم علاج الحالة خلال الفترة الأولى من ظهور الأعراض.