التهاب الخصية : الأعراض، الأسباب، والعلاج الشامل

يصاب الكثير من المرضى بحالة تسمى التهاب الخصية، حيث أن هذا الالتهاب من الممكن أن يصيب إحدى الخصيتين أو كليهما بسبب عدوى بكتيرية أو فيروسية. يسبب التهاب الخصية الألم ومن الممكن أن يؤثر على مستوى خصوبة المريض، لذلك سنتحدث في هذا المقال عن هذه الحالة بالتفصيل والعوامل التي تؤدي للإصابة بها وطرق علاجها المتبعة وأيضا أساليب الوقاية التي ينصح بها الأطباء.

أعراض التهاب الخصية

تتطور علامات وأعراض التهاب الخصية بشكل مفاجئ لدى المريض ومن المهم أن لا يتم تجاهلها بل يجب زيارة الطبيب فور ملاحظتها بهدف بدء العلاج المناسب، وهي تشمل عادة كل مما يلي:

• تورم في الخصية المصابة أو في كلا الخصيتين.
• حمى وقشعريرة.
•  استفراغ وغثيان.
•  ألم ذو شدة عالية.
• يشعر المريض بالألم خلال التبول.
• ظهور دم ضمن السائل المنوي.
• قذف مؤلم.
• تضخم في غدة البروستاتا.

من الشائع أن يشعر مريض التهاب الخصية بالألم في منطقة الفخذ وليس في منطقة الخصية فقط، لذلك يعاني المريض من ألم وتورم في كيس الصفن وننصح بزيارة الطبيب بشكل فوري عند الشعور بالألم بصورة مفاجئة.

عوامل وأسباب التهاب الخصية

يمكن القول أن الأشخاص الذين يمارسون سلوك جنسي متكرر عالي الخطورة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الخصية، بالإضافة لبعض العوامل الأخرى التي نذكرها فيما يلي:

• في حال كان المريض غير متلقي للقاح مرض النكاف.
• وجود تاريخ مرضي سابق من الأمراض المنقولة جنسيا لأحد الشريكين.
• وجود تشوهات خلقية ضمن المسالك البولية لدى المريض، لأنها قد تزيد من خطورة الإصابة بالتهاب الخصية، على سبيل المثال وجود مشاكل هيكلية ضمن المثانة أو الإحليل.
•  تكرار إصابة المريض بالتهاب المسالك البولية.
•  خضوع المريض لجراحة سابقة ضمن المسالك البولية أو الأعضاء التناسلية.

علاج التهاب الخصية

إن علاج التهاب الخصية يعتمد على عدة عوامل وأهمها سبب الإصابة، حيث أن علاج التهاب الخصية البكتيري على سبيل المثال يكون عن طريق تناول المضادات الحيوية، أما إذا كان التهاب الخصية سببه فيروسي فلا حاجة للأدوية المضادة للالتهاب، بل ينصح المريض بتناول المسكنات وأيضا الراحة.

تستغرق مدة علاج هذه الحالة مدة ما بين الثلاث أيام وحتى العشرة أيام ولكن بخصوص الألم المرافق فمن الممكن أن يبقى لعدة أسابيع حتى يختفي بصورة نهائية.

آلية علاج هذه الحالة تكون كالتالي:

العلاجات الدوائية

يتم وصف المضادات الحيوية لكل مرضى التهاب الخصية البكتيري كما سبق وذكرنا، وذلك بهدف القضاء على الجراثيم ومنع ظهور المضاعفات الخطيرة التالية لهذه الحالة.

يتم إجراء اختبار زرع جرثومي أو اختبار تضخيم الحمض النووي لتحديد المضاد الحيوي المناسب لحالة المريض، حيث يتغير نوع المضاد بالاعتماد على نتائج الزرعة، والأنواع الشائعة هي كالتالي:

• السيفترياكسون (Ceftriaxone): يعطى هذا الدواء كجرعة واحدة في العضل مع الدوكسيسايكلين (Doxycycline) لمدة 10 – 14 يومًا إذا كان المريض مصابا بالسيلان (Gonorrhea) أو الكلاميديا (Chlamydia).
• سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin): يعطى لمدة 14 يوم عندما يكون المصاب بالميكروبات المعوية.
•  أوفلوكساسين (Ofloxacin): يعطى لمدة 14 يوم.

العلاج الداعم

العلاج الداعم التالي أو المرافق للعلاج الدوائي يتكون مما يلي:

• يجب على المريض أن يأخذ قسط كافي من الراحة بشكل يومي.
•  يعطى مسكنات ألم قوية بهدف تخفيف الآلام في منطقة الخصية.
• يوصى برفع كيس الصفن حتى تتلاشى كل الأعراض التي يشعر بها المريض.
•  ينصح المريض بالامتناع عن الجماع بصورة نهائية حتى يكمل علاجه وذلك بهدف منع انتقال العدوى للشريكة.

طرق الوقاية من التهاب الخصية

هناك طرق مختلفة يمكن اتباعها بهدف الوقاية من التهاب الخصية وسنبدأ بالشرح عن الوقاية الأولية، وهو مصطلح يعني الوقاية من المرض قبل حدوثه عن طريق كل مما يلي:

• ينصح باستخدام الواقي الذكري خلال ممارسة العلاقة الجنسية للوقاية من التهاب الخصية المنتقل عن طريق الجنس.
•  يقلل استخدام المضادات الحيوية قبل إجراء تنظير المثانة من عدوى المسالك البولية وخصوصا لدى المرضى الكبار في السن الذين يعانون من انسداد في مجرى البول.
• أخذ لقاح النكاف يفيد جدا في تقليل نسب خطورة الإصابة بالتهاب الخصية الفيروسية.

هناك أيضا الوقاية الثانوية التي تعني محاولة اكتشاف الإصابة بالمرض بوقت مبكر ومنع تفاقمه، وهي تتضمن ما يلي:

• عندما يصاب المريض بالتهاب الخصية والبربخ المنتقل عن طريق العلاقة الجنسية يجب على المريض التوقف عن الجماع بشكل نهائي حتى يتمم علاجه كامل.
•  لدى مرضى التهاب الخصية الغير منتقل عن طريق الجنس ننصح بالحفاظ على النظافة العامة ومعالجة بقية الأمراض الموجودة في مجرى البول.

ما هي أمراض الخصية

هناك أمراض عديدة من الممكن أن تصيب الخصية لدى الرجال حيث أن اضطرابات الخصية لا تكون مقتصرة على الالتهاب البكتيري أو الفيروسي، ونذكر منها الأشهر في السطور القادمة:

•  التهاب كيس الصفن: وهو عبارة عن حالة التهابية تصيب إحدى الخصيتين أو كليهما، وهو ناتج عن عدوى فيروسية عادة وكثيرا ما يصيب الأطفال بسبب فيروس النكاف.
•  التهاب البربخ: تزداد نسبة الإصابة بالتهاب البربخ نتيجة عوامل عديدة مثل تضخم البروستاتا أو الخضوع لعمل جراحي في المسالك البولية بالإضافة لامتلاك المريض قضيب غير مختون وتاريخ طبي سابق للإصابة بالتهابات المجاري البولية.

قد يتطور التهاب البربخ ليصبح في الطور الحاد على مدار عدة أيام، ولكن عادة ما تقتصر الأعراض المرافقة للنوع الحاد على خصية واحدة، وهي تشمل الشعور بألم شديد مصاحب لحالة التهاب حادة مع تورم في الخصية واحمرار في المنطقة، وغالبا ما يحدث سمك وصلابة في البربخ مع ظهور إفرازات غير طبيعية من فتحة القضيب.

• دوالي الخصية: إن الجسم يحتوي على الكثير من الأوعية الدموية التي تكون مهمتها إيصال الدم المحمل بالأكسجين من عضلة القلب نحو بقية أنحاء الجسم، كما أنه يوجد أوعية أخرى تحمل هذا الدم بعيجا عن الجسم باتجاه الرئتين لتنقيته.

في حال تضخم هذه الأوعية الدموية الموجودة في الخصية فسينتج عن ذلك حالة تسمى بدوالي الخصية.

• التواء الخصية: إن هذه الحالة تعد من الإصابات الطارئة التي قد تصيب الخصية، وهي تحدث عندما يلتوي الحبل المنوي الموجود داخلها وبالتالي تنقطع الإمدادات الدموية التي ترد للمنطقة. الحبل المنوي هو عبارة عن أنبوب وظيفته دعم الخصية موجود ضمن كيس الصفن، وإذا لم يتم علاج هذه الحالة خلال ستة ساعات من لحظة إصابة المريض، فإنه قد يفقد هذه الخصية تماما.
• ألم الخصية اليسرى: يشتكي المرضى من الشعور بالألم ضمن الخصية اليسرى أكثر من الخصية اليمنى، وذلك بسبب وجود بعض الاختلافات بينهما، وهذا يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالكثير من الحالات أشيعها دوالي الخصية، لذلك من المهم رعايتها صحيا بصورة أفضل وعلاج أي مرض أو اضطراب يصيبها.

في النهاية نؤكد على ضرورة زيارة الطبيب المختص في حال المعاناة مع أي آلام في منطقة الخصية أو كيس الصفن، أو في حال ملاحظة أعراض غير طبيعية مثل التورم والاحمرار، لكي يتم تشخيص الحالة أو الاضطراب الموجود بأسرع وقت ممكن وبالتالي تقديم العلاج الملائم لتفادي المضاعفات الخطيرة التي قد تظهر.